المشكلات الأسرية

يمكن أن نعرف المشكلة بأنها حالة ما متأزمة بحاجة إلى معالجة للوصول إلى هدف محدد. ويعد تعريف وتحديد المشكلة (والتي منها المشكلات الأسرية)، من أهم الخطوات اللازمة لحلها، ومن ثم وضع الآليات اللازمة للوصول إلى الحل، والذي قد يكون حلاً كاملاً أو جزئياً يخفف من واقع المشكلة.

ما هي المشكلات الأسرية:
المشكلة الأسرية يمكن أن تعرف بأنها حالة من الخلل الحاصل ضمن الأسرة، وقد يكون هذا الخلل على مستوى فرد واحد، أو على مستوى جماعي ضمن الأسرة، مما يجعل الأسرة بحالة اضطراب وعدم استقرار.
الواقع المعيشي وتأثيرها على الأسرة:
إن الواقع المعيشي يفرض على الإنسان أن يتعرض إلى العديد من المشاكل، والتي جزء منها المشاكل الأسرية، حيث تزداد المشكلات الأسرية طرداً بزيادة تطور المجتمعات، فقد أصبحت تلك المشاكل منتشرة في عصرنا الحديث، وبحاجة إلى حلول مبكرة، خشية تطورها تطوراً سلبياً يؤثر بشكل مباشر على الكيان الأسري، فالأسرة الصحية ينتج عنها أبناء ناجحون وبالتالي مجتمع سليم، أما ظهور المشكلات بأنواعها وتناميها في الأسر، يمكن أن تفرز أفراداً فاشلون عاطفياً أو نفسياً أو سلوكياً أو دراسياً.
ما هي العوامل التي تؤثر على الأسرة ؟
هنالك العديد من المشكلات التي تنتج عن العديد من العوامل داخل الأسرة منها:
1 – تباين أساليب الزوجين المستخدمة في تربية وتنشئة الأولاد، فكل منهما يحاول أن يبين للآخر أن أسلوبه في التربية هو الأفضل، أو أنه الأحدث، أحدهما مقتنع بأسلوب التربية الحديثة على سبيل المثال، والآخر يريد أن يستخدم أسلوب التربية التقليدية التي تربى عليها لقناعته بأنها أجدر، وهنا يظهر الصراع وأثر هذا الصراع على الأولاد.
2 – إختلاف وتباين بيئة ومنشأ كل من الزوجين اختلافأً كبيراً، من حيث العادات والتقاليد، والاختلاف الديني، أو التباين على مستوى التدين، ومحاولة أحدهما أو كل منهما أن يفرضها على الآخر.
3 – ضعف مشاعر الحب، والتعاون، والاحترام، والتفاهم، وانعدام الحوار الهادئ والتفاهم بين أفراد الأسرة بشكل عام، والزوجين بشكل خاص، فعند انعدام تلك المشاعر بين الزوجين ستنعكس سلباً بشكل موثوق على الأولاد.
4 – اختلاف طباع الزوجين من حيث التعامل بينهما، فأحدهما هادئ، وقد يكون هدوءه متطرفاً، والآخر عصبي أو مزاجي و التباين الثقافي والعلمي بين الزوجين .
5 – مشاكل إقتصادية: غالباً منشأها الفقر، أو عدم كفاية الدخل المادي للأسرة لتلبية حاجاتها، وبالتالي كثرة الطلبات وعدم القدرة على تأمينها، ستكون سبباً قوياً لنشوء صراعاتٍ وصداماتٍ وخلافاتٍ ومشاكل دائمة في الأسرة.  
7 – مشاكل نفسية أو جسدية أو عمرية: كعدم وجود توازن عاطفي أو نفسي، أو عدم القدرة على تلبية الحاجات الجنسية بين الزوجين، كما وأن الفارق الكبير بين عمري الزوجين سبباً وجيهاً لنشوء المشكلات العائلية بسبب عدم التوافق.
8 – مشاكل تتعلق بالاختلافات الطبقية الاجتماعية بين الزوجين، أو مشاكل تتعلق بسوء العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة وأقربائهم، مثال ذلك تدخل الحموات في أسلوب وطريقة إدارة الأسرة وشؤونها.

ما هي  نتائج المشكلات الأسرية:
 إن من أهم نتائج المشكلات الأسرية، هي الآثار السلبية على الأولاد، بمختلف مراحلهم العمرية، وأهم تلك المشاكل:
1 – الخلافات الزوجية: 
لاشك بأن مسيرة الحياة الزوجية تمر أحياناً ببعض الخلافات بين الزوجين، والتي سرعان ما تعبر وتنتهي بسلام، بحكمة وتفهم كلا الزوجين، لكن الخلافات الدائمة التي تحدث وبشكل مستمر بين الزوجين أو الأبوين، وبحضور أولادهما، والتي قد تكون لأتفه الأسباب، تجعل الأولاد يصابون بالقلق، وانعدام الأمن والأمان، وانعدام ثقتهم بأنفسهم، ويتولد لديهم خوف من إقامة علاقات عاطفية طبيعية، والخوف من الفشل في تشكيل أسرة خاصة بهم في المستقبل.  
2 – عمل المرأة: 
إن زيادة متطلبات الحياة بشكل عام، و الأسرية بشكل خاص، فرضت على الأسرة أن تخرج المرأة المتزوجة للعمل، وخروج المرأة المتزوجة للعمل له إيجابيات، وله سلبيات أيضاً، فمن إيجابيات خروجها للعمل، مساعدة رب الأسرة على تأمين احتياجات أسرته، والسعي لزيادة رفاهيتها، لكن من سلبيات خروج المرأة للعمل، صعوبة التوفيق بين عملها وبين واجباتها الأسرية، وبالتالي إجهادها جسدياً ونفسياً وفكرياً، وتكون دائمة القلق، وينعكس ذلك على استقرا أسرتها. 
3 – انشغال أحد الأبوين عن الأولاد:
إن إنشغال أحد الأبوين أو كلاهما عن أولادهما من أحد المشكلات الأسرية المؤثرة على تنشئة الأولاد، ونخص بالذكر هنا على سبيل المثال، غياب الأب عن المنزل بحكم العمل على الأغلب، الذي يؤدي إلى ضعف إشراف الأب على أولاده، وبخاصة الذكور منهم، إذ أنهم بحاجة إلى شيئ من الجدية في تربيتهم ومتابعة سلوكيات أولاده خاصة مع أصحابهم، كذلك حاجة البنت الدائمة لأمها، كونها أكثر قرباً لها.
4 – إنفصال الزوجين بالطلاق: 
إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، فالطلاق قد يكون حلاً لمشكلة زوجية صعبة الحل، صحيح أن الطلاق يحمل طابع الراحة لأحد الزوجين أو لكلاهما، لكن سيكون لهذا الإنفصال بينهما الأثر السلبي، وقد يكون هذا الأثر كارثياً على أولادهما، سواء كانوا في مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة. فالطلاق يجعل الأطفال أكثر سوءً، ويجعل التعامل معهم أكثر صعوبة، ويكون تعامل الأطفال أنفسهم مع مجتمعهم صعباً، ويتولد لديهم شعوراً بالدونية عندما يقارنون أنفسهم بأقرانهم، ويضعف تحصيلهم العلمي، ويزداد تسربهم من مقاعد الدراسة، وقد يؤدي الطلاق بالأولاد للإنحراف، أو الإدمان، أو التسول، وهذا المسارغالباً نهايته السجن، فالعالم كلوك أشار في دراسة له إلى أن 88 % من الأولاد المنحرفين ينتمون إلى أسر منحلة، كما أشار كلوك إلى أن 60 % من الأحداث كانوا يعيشون في أسر مفككة منحرفة.
المشكلات الأسرية
المقالات